التخطي إلى المحتوى

زيارة الكعبة الشريفة من أعظم الزيارات التي يتطلع إليها كل مسلم، ويتسابق إليها العديد من المسلمين المقتدرين كل سنة، فهي أحب البقاع إلي الرسول الله صلى عليه وسلم، ومن أعظم الأراضي المقدسة التي وضعها الله عز وجل لعباده في الأرض، وقد خص الله تعالي زيارتها بأنه جعل لها ركناً خاصاً في الإسلام، وهو ركن الحج – خامس أركان الإسلام – وذلك لمن استطاع إليه سبيلاً، وقد سنّ رسولنا الكريم أيضاً زيارتها من خلال أداء العمرة طوال أيام السنة،حيث تهفو الروح لزيارتها دائماً، وأداء المناسك الخاصة بها وذلك في أعظم وقت من أوقات السنة وهو وقت أداء الحج، ووقت الطواف حول الكعبة تشريفاً وتعظيماً لهذه البقعة الشريفة، وفي المقال التالي سنتعرف علي معني الطواف وبعض المعلومات الخاصة به، وسنتناول الدعاء المستحب أثناء الطواف حول الكعبة.

ما هو معنى الطواف :-

جاء تعريف الطواف في كل من اللغة والاصطلاح، فمعني الطواف لغةً هو “الدوران حول الشيء”، أما إصطلاحاً فهو يعتبر “ركناً مهماً من أركان إداء مناسك الحج والعمرة” ، حيث لا يصح أداء المعتمر بدونه.
والطواف عبارة عن سبعة أشواط حول الكعبة، حيث يبدأ من يأتي لزيارتها الشوط الأول من بداية الحجر الأسود، وينتهي الشوط السابع  عند الحجر الأسود أيضاً، مع جعل الكعبة الشريفه علي يسار الحج والمعتمر أثناء الطواف، ومن سنن هذا الطواف أن يمشي الحج أو المعتمر سريعاً، ويجعل خطواته متقاربة، وأن يجعل وسط الرداء الذي يرتديه تحت كتفه الأيمن، وطرفي الرداء الآخرين عند كتفه الأيسر.

ما هي أنواع الطواف حول الكعبة :-

عندما شرع الله الحج والعمرة، شرع لكل منهما شروط وأحكاماً وأركاناً لا يصح أداء مناسك كل منهما إلا بها، وهناك أيضاً السنن الواجبة والمستحبة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحيث أن الطواف ركناً مهماً من أركان أداء الحج والعمره ولا يصح الأداء إلا به، فقد كان له أنواعاً مختلفة، وتختلف أنواع الطواف هذه من بين كونها واجبة أو غير واجبة، ومن بين كونها صحيحة أن تتم بها الحج والعمرة بدونها، أو غير صحيحة لا تتم إلا بها، وإليك أنواع الطواف يمكنك الاطلاع عليها ومعرفتها، ومعرف حكم أدائها أو تركها :-

طواف القدوم :-

  • يعتبر هذا الطواف واجباً أساسياً من واجبات الحج أو العمرة المشروعه، ويكون لكل من الذي يحرم إلي الحج، أو للقارن بين كل من الحج والعمرة، حيث يبدأ في الشروع في الطواف حول الكعبه أول قدومه للزياره.

طواف الإفاضة :-

  • وهو ركناً من أركان الحج الأساسية ولا يصح أداء مناسب الحج بدونه ويبدأ أول يوم عيد الأضحي، وسُمي أيضاً “طواف الفرض” ويبدأ هذا الطواف بعد الوقوف بجبل عرفة، حيث يبدأ كل من الحاج أو المعتمر بأن يفيض من مني إلي مكة.

طواف الوداع :-

  • ويُعتبر أيضاً من الواجبات، والأركان الأسياسية لأداء مناسك الحج، ويؤديه الحاج بعد الانتهاء من أركان الحج، ومن ترك أداء هذا الطواف، وجب عليه أن يقوم بفريضة “الذبيحة”، ويتم إسقاط هذا الركن عن كل من المرأه الحائضة أو النفاس.

وهناك أنواع أخري من الطواف، مثل طواف العمرة فلا يصح أداء العمره بدونه، وطواف النذر، والطواف الخاص بتحية المسجد الحرام، وطواف التطوع وهو زائد ومستحب.

استحباب ذكر دعاء الطواف حول الكعبة:-

قد ذُكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة حول فضل واستحباب الدعاء أثناء الطواف حول الكعبة، فهي سنة مستحبة و واردة عن الرسول الكريم، ونظراً أيضاً لفضل الدعاء والذكر بصفة عامة، فيكون من الأولي القيام به في أحب البقاع وأطهرها إلينا، وإليك بعض من الأدعية الشريفة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابه الكرام، يستحب ذكرها ومناجاة الله تعالي بها أثناء الطواف حول الكعبة :-

اللَّهُمَّ ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةٍ حسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ

اللهم أن هذا البيت بيتك والحرم حرمك والأمن أمنك والعبد عبدك وأنا عبدك وابن عبدك وهذا مقام العائذ بك من النار وحرم لحومنا وبشرتنا على النار.

 اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان.

اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وسوء المنظر والمنقلب في المال والأهل والولد.

 اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار.

 اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات.

اللهم ارفع ذكرنا فيمن رفعت ذكره، وقدْرنا فيمن رفعت قدره، واشرح صدورنا بما شرحت به صدر نبيك، شرحا نطمئن به إلى عبادتك.

اللهم لا تحرمنا خير ما عندك لشر ما عندنا، اللهم اشف قلوبنا من الأمراض، وألسنتنا من الغي، ونفوسنا من الحسد، واجعلنا قائمين بالحق.

ونهايةً نكون قد قدمنا إليك في هذا المقال أهمية  الطواف حول الكعبة أثناء زيارتها في كل من الحج والعمرة، مع الأدعية المستحبة لمناجاة الله بها أثناء الطواف حول الكعبة.