التخطي إلى المحتوى

حكم صلاة التراويح في المنزل، من الأحكام الشرعية التي يتسائل عنها الكثير من المسلمين في شهر رمضان من كل عام، ولا سيما بعد انتشار فيروس كورونا المستجد، فالبعض يفضل أداء صلاة التراويح في البيت في ظل تلك الظروف، حفاظًا على سلامته وسلامة المصلين في المسجد، خاصة وأنها صلاة طويلة، ويتطلب الأمر أن يلتزم الجميع بكافة الإجراءات الاحترازية في المساجد للحد من انتشار الجائحة، وسوف نوضح في السطور التالية حكم صلاة التراويح في المنزل في شهر رمضان الفضيل ورأي الفقهاء وجمهور العلماء وموضوعات أخرى ذات صلة .

حكم صلاة التراويح

التراويح لفظًا تعني الاستراحة، وكانوا الصحابة – رضوان الله عليهم يستريحون بين كل تسليمتين، وتعرف بأنها صلاة قيام الليل في شهر رمضان الفضيل، وقد صلاها رسول الله – صلى الله عليه وسلم، جماعة مرة واحدة في المسجد ثم تركها، والشاهد ما جاء في الحديث الذي روته السيدة عائشة – رضي الله عنها، حيث قالت : « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضي الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال أما بعد.. فإنه لم يخف على مكانكم لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها في رمضان » رواه البخاري في صحيحه واللفظ له، وقد أجمع الفقهاء أن أداء صلاة التراويح من أسباب المغفرة والرحمة في شهر رمضان فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه الخاري .

حكم صلاة التراويح في المنزل

أجمع أهل العلم أن صلاة التراويح سنة مؤكدة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وصلاتها في المسجد أفضل، إلا أن توقف الرسول عن أدائها في المسجد خشية أن تفرض على المسلمين فيعجزوا عن أدائها، من الأدلة الكافية بجواز أدائها في البيت، وكان رأي الشافعي وجمهور أصحابه وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل وبعض المالكية، أن الأولى في أداء صلاة التراويح أن تكون في جماعة بالمسجد، والدليل ما فعله عمر بن الخطاب – رضي الله عنه، بجمع الناس لصلاة التراويح في المسجد، إلا أن الإمام النووي رأى أنها سنة مؤكدة ويجوز صلاتها في المسجد أو منفردًا .

حكم صلاة التراويح في المنزل في رمضان